تسرب إشعاعي يهدد الغواصات النووية البريطانية | ما القصة؟


الاحد 10 اغسطس 2025 | 02:09 مساءً
غواصة نووية
غواصة نووية
أحمد سيد

أظهرت تقارير بريطانية عن أن المياه المشعة من القاعدة التي تحتوي على القنابل النووية "سُمح لها بالتسرب إلى البحر بعد انفجار الأنابيب القديمة بشكل متكرر"؛ حيث تم إطلاق المواد المشعة في بحيرة "لونج"، بالقرب من جلاسكو في غرب أسكتلندا.

تسرب إشعاعي يهدد الغواصات النووية البريطانية

انتشرت المواد المشعة خارج القاعدة؛ لأن البحرية الملكية "فشلت في صيانة شبكة مكونة من 1500 أنبوب مياه في القاعدة بشكل صحيح" بحسب صحيفة "ذا جارديان".

ويُعد مستودع الأسلحة في "كولبورت" على بحيرة "لونج" أحد أكثر المواقع العسكرية أمانًا وسرية في المملكة المتحدة، فهو يضم إمدادات البحرية الملكية من الرؤوس الحربية النووية لأسطولها المكون من أربع غواصات من طراز "ترايدنت"، المتمركزة بالقرب منه.

يتمركز أسطول الأسلحة النووية البريطاني في "فاسلين"، على بحيرة "جار لوخ" المجاورة، منذ أوائل ستينيات القرن الماضي، حيث يُعاد تزويد الرؤوس الحربية بـ "التريتيوم" بانتظام للحفاظ على أداء الأسلحة.

ووفق القواعد النووية البريطانية، يتم تركيب الرؤوس الحربية على إمدادات البلاد من صواريخ "ترايدنت" في "كولبورت"، حيث يتم تحميل الصواريخ على غواصات من فئة "فانجارد"، قبل أن تتجه إلى البحر للقيام بدوريات سرية كجزء من الردع النووي للمملكة المتحدة.

لكن، تشير الملفات التي جمعتها وكالة حماية البيئة الأسكتلندية (Sepa)، وهي هيئة حكومية لمراقبة التلوث، إلى أن ما يصل إلى نصف المكونات في القاعدة كانت قد تجاوزت عمرها التصميمي عندما حدثت التسريبات.

وقالت وكالة حماية البيئة البريطانية إن الفيضانات في "كولبورت" كانت بسبب "نقص في الصيانة"؛ مما أدى إلى إطلاق "نفايات مشعة غير ضرورية" في شكل مستويات منخفضة من "التريتيوم"، الذي يُستخدم في الرؤوس الحربية النووية.

وفي تقرير صدر عام 2022، ألقت الوكالة باللوم في التسريبات على فشل البحرية المتكرر في صيانة المعدات في المنطقة المخصصة لتخزين الرؤوس الحربية، وقالت إن الخطط الرامية إلى استبدال 1500 أنبوب قديم معرض للانفجار كانت "غير مثالية".

تسريب إشعاعي

تُظهر ملفات (Sepa) حدوث انفجار في أنبوب في "كولبورت" عام 2010، وانفجارين آخرين عام 2019. وقد أدى تسرب واحد في أغسطس 2019 إلى إطلاق "كميات كبيرة من المياه" التي غمرت منطقة معالجة الأسلحة النووية، حيث تلوثت بمستويات منخفضة من "التريتيوم" ومرت عبر مصرف مفتوح يغذي بحيرة "لونج".

وفي حين قالت وكالة حماية البيئة إن مستويات النشاط الإشعاعي في ذلك الحادث "كانت منخفضة للغاية ولم تشكل خطرًا على صحة الإنسان"، فقد وجدت أن هناك "عجزًا في الصيانة وإدارة الأصول أدى إلى فشل الاقتران الذي أدى بشكل غير مباشر إلى إنتاج نفايات مشعة غير ضرورية".

وبعد تحقيق داخلي وتفتيش من قبل وكالة حماية البيئة، وعدت وزارة الدفاع البريطانية باتخاذ 23 إجراءً لمنع المزيد من الانفجارات والفيضانات في مارس 2020.

كما اعترفت الوكالة بأن افتقارها إلى الاستعداد، تسبب في "ارتباك" و"انهيار في التحكم في الوصول" و"نقص في التواصل بشأن المخاطر".

ومع ذلك، وقع انفجاران آخران للأنابيب في عام 2021، أحدهما في منطقة أخرى تحتوي أيضًا على مواد مشعة؛ مما دفع وكالة حماية البيئة البحرية إلى إجراء تفتيش آخر في عام 2022.

وذكرت وكالة حماية البيئة البحرية أن التقدم في استكمال الإجراءات التصحيحية "كان بطيئًا ومتأخرًا في كثير من الحالات". وأضافت: "سلطت هذه الأحداث الضوء على أوجه قصور في إدارة الأصول في جميع أنحاء القاعدة البحرية".